التربية السليمة

تربية الأولاد

مشاركة المقال

Share on facebook
Share on linkedin
Share on twitter
Share on email

التربية السليمة

5/5

التربية السليمة وأثرها على الأبناء أمر جدير بالاهتمام.

فالتربية عمل شاق يحتاج إلى جهد ووقت، وتدريب واكتساب مهارات، وتجريب أفعال ومقارنتها بنتائجها.

بالإضافة إلى ذلك نحتاج إلى التعديل عليها من وقت وآخر، بحسب المرحلة والجنس والصفات الشخصية.

مفهوم التربية السليمة الأبناء

التربية السليمة للأبناء هي الصياغة الكاملة المستمرة للأبناء منذ ولادتهم؛ مع توفير الحاجات الأساسية لهم والحماية والأمان، وأيضا تنمية الجوانب الفكرية والجسدية والروحية لديهم، وإكسابهم المهارات اللازمة للتكيف مع بيئتهم المحيطة.

تربية الأبناء
تربية الأبناء

العوامل المؤثرة في التربية السليمة للأبناء:

التربية السليمة والأسرة:

تعد الأسرة هي المحضن الاجتماعي الأول الذي يتلقى الابن فيه قيم ومعتقداته وسلوكياته.

فالأبناء مثل الإسفنج، فكما يتشرب الإسفنج السوائل؛ يتشرب الأبناء منا الأقوال والأفعال الصادرة عنا تلقائيًا من غير أن نلاحظ منهم ذلك.

فهم مثل الأرض الخصبة التي تستقبل البذور، ثم ما تلبث تلك البذور أن تنمو وتخرج من باطن الأرض لتثمر.

وواجب الأسرة أن تنتقي بذور الأخلاق والقيم والمعتقدات السليمة التي تثمر الفرد الصالح النافع.

ونتيجة لذلك فمن رجا صلاح أبنائه فليراعِ طباع نفسه وأخلاقه، فالابن يتبع آثارك، ويمشي على خطو أقدامك.

إضافة إلى ذلك فإن وئام الوالدين أو اختلافهما يظهر أثره على الصحة النفسية للأبناء.

فالخلافات الأسرية تبني ابنًا معقدًا، دائم الحزن، مشتت العقل، عُدوانِيّ السلوك، كارهًا لوالديه، محبًا للعزلة والانطوائية.

وبالتالي فإن من الواجبات الزوجية قبل الزواج حسن الاختيار، بالإضافة إلى التأهل العقلي والأسري من خلال أهل الخبرة والاختصاص.

التربية السليمة والدين:

فالدين يؤثر بشكل كبير على تربية الأبناء؛ بسبب ما يغرسه في النفوس من مراقبة ذاتية لله؛ تضبط السلوك الإنساني.

فكل أنواع الرقابة غير الدينية مجتمعة لا تستطيع مراقبةً تامةً لفرد قصَد الفساد، ما لم يكن عليه رقيب ديني روحي.

التربية السليمة والمؤسسات التعليمية:

فالمؤسسات التعليمية في جميع مراحلها تقوم بوظيفة التربية والتعليم، فهي توفر البيئة المناسبة للنمو الفكري والعقلي والجسمي والروحي والثقافي.

فيجد الأبناء بيئة فاعلة لتطبيق ما تلقوه من الأسرة، فهي الفرصة الأولى المهمة لفطام الأبناء عن أسرهم.

فينزلون بما حملوا من ثمار التربية الأسرية على أرض واقع المدرسة؛ بما تشتمل عليه من واجبات وحقوق تجاه المعلم والزملاء.

وأيضا تجاه اللوائح والقوانين، وتجاه المبنى المدرسي وطرق الحفاظ عليه.

فيتفاعل الزملاء مع زملائهم في الحوار والنقاش واللعب، في ضوء ضبط الانفعالات، فيؤثر كلٌ منهم فيمن حوله ويتأثر.

وهنا يتضح دور المؤسسات جليًا في صورة الحفاظ على الصحة النفسية للطالب، ومراعاة الفروق الفردية.

وذلك لإطعام كل طالب بالجرعة المناسبة له من التربية والتعليم، مع تشخيص لكلٍ على حده، من أجل تقديم التوجيه والإرشاد الأنسب للسمات الشخصية.

التربية السليمة والأصدقاء:

فحينما يخرج الأبناء من عش الاحتضان الأسري إلى أقرب بيئة فيها أقران من أعمارهم يكون بالشارع الخاص بهم، ومع أبناء جيرانهم.

فيتفاعلون معهم من خلال اللعب، وهنا يبدأ طور جديد من اكتساب المهارات المتنوعة.

ولابد أن يكون الأبناء قد أعطيت لهم موازين التمييز القيمي؛ حتى يزِنون بها ما يفد إليهم من أقوال أو أفعال من رفاقهم.

وهنا تتسارع فرصة اكتساب مهارات اجتماعية جديدة، وتصل للأبناء معارف ربما هي المرة الأولى التي تصل لهم شبيهتها.

وهنا يقوى ويشتد الجانب الجسمي لدى الأبناء نتيجة لما يمارسونه من ألعاب رياضية تتطلب روح الجماعة، من مثل كرة القدم وغيرها.

ويتعلم الأبناء الاعتماد على النفس في معرفة طرق حل المشاكل التي قد تواجههم.

وهنا يظهر أهمية دور الأهل في اختيار أصدقاء الأبناء، والتفريق بين الصديق والزميل العابر.

وكما قيل: الصاحب ساحب.

فلذا لابد من الأسرة ترسيخ مواصفات الصديق المناسب لابنهم.

وذلك يتم بوسائل مباشرة وغير مباشرة، من مثل التوعية والقصص أو حديث الذكريات، وضرب الأمثلة.

وهنا ملاحظة؛ ينبغي ألا يحجر الوالدان على أبنائهما في اختيار من يصادقون.

بل يجب أن يوجهونهم إلى الصفات التي ينبغي أن يتصف بها من يصادقون.

ويدعونهم يختارون من يحبون بما وافق الصفات الأساسية التي نصحهم بها الوالدان.

التربية السليمة ووسائل الإعلام:

تتعدد أنواع وسائل الإعلام في عصرنا الحالي، فمنها:

الإعلام المكتوب (المطبوع): كالجرائد والمجلات وغيرها.

ومنها الإعلام المرئي: ويقصد به التلفاز والحاسوب.

ومنها الإعلام المسموع: ويعني به الإذاعة أو الراديو.

ومنها الخليط من مما سبق كالمواقع ووسائل التواصل الاجتماعي.

وكل هذه الوسائل تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على تربية الأبناء؛ إيجابًا أو سلبًا.

فوسائل الإعلام تجذب الناس من مختلف الأعمار، ولقد أصبحت وسائل الإعلام مسيطرة سيطرة كاملة على جميع مناحي الحياة.

ويبرز الدور الحيوي لوسائل الإعلام في مجال التوجيه المعتمد على الدلائل والحقائق في لغة سهلة مبسطة؛ مما يساعد على إكساب الجماهير فن التعامل الذكي مع وسائل الإعلام؛ بحيث لا يتقبلون كل ما تقدمه وسائل الإعلام وإنما يتفاعلون معه بعقلية واعية ناقدة.

وأكثر شريحة تتأثر بالإعلام من حيث تشكيل قيمها وسلوكيتها هي شريحة الأبناء، فالإعلام الحديث من أقوى الوسائل المؤثرة؛ حيث الإخراج الجذاب، وثقافة الصورة المؤثرة، ووسائل الإغراء المزينة.

وهنا لابد من التوجيه الواعي من أجل فرز المنتجات الإعلامية، وانتقاء ما يوافق القيم الدينية، والأعراف الاجتماعية، وطرح ما يتعارض مع ذلك.

أنماط التربية:

المقصود بأنماط التربية: مجموعة الاستراتيجيات المستخدمة في تربية الطفل.

فيستخدم الوالدان أنماطًا مختلفة للتربية، تؤثر على شخصية الأبناء وحياتهم في المستقبل، ويجب على الوالدين أن يكونوا على دراية تامة بأساليب التربية الصحيحة.

أنواع أنماط التربية:

نمط المتسلط:

وهو أسلوب في التربية يسيطر فيه الوالدان على شخصية الطفل؛ وذلك بفرض قواعد وأوامر غير قابلة للنقاش، بل ويبالغون في التشديد على أبنائهم لضبط سلوكهم.

وقد يستخدمون من أجل تحقيق ذلك الضرب البدني، وحرمان الابن مما يحب من الألعاب والمصروف اليومي.

ولا يستخدم أصحاب هذا النمط النقاش أو الحوار في الحديث مع أبنائهم.

آثار التربة المتسلطة على الأبناء:

  • فقدان الأبناء الثقة في أنفسهم.
  • ضعف العلاقات الاجتماعية لدى الأبناء، والعيش في عزلة وانطوائية.
  • عدم الثقة في النفس، والتردد في اتخاذ القرارات.
  • عد القدرة على الابداع أو التفكير.

نمط المتساهل:

هو أسلوب في التربية لا يضع الوالدان فيه أي قواعد أو ضوابط في عملية تربية الأبناء.

بل يتركا الطفل على حريته ليجرب بنفسه من غير توجيه، مع تجاهل لأخطاء الأطفال وعدم معاقبتهم عليها.

آثار التربية المتساهلة على الأبناء:

  • عدم شعور الابن بالمسؤولية حيال أي شيء.
  • عدم الاهتمام بالتعليم أو التحصيل الدراسي.
  • عدم الاتزان في العلاقات الاجتماعية، وتجاوز الحدود.
  • عدم الاعتماد على النفس والاتكالية.
  • سهولة سيطرة أصدقاء السوء عليه.

نمط المتوازن:

وهو أسلوب في التربية يتم فيه دمج أفضل ما في التربية المتسلطة والمتساهلة، وترك سلبياتهما.

فهو أسلوب يعتمد على مراعاة الطفل ونضوجه وتطور قدراته.

فيقوم الوالدان باستخدام لغة الحوار مع أبنائهم، ويمنحونهم الاستقلال في التصرفات تحت ضوابط حاكمة.

ويعاقبون الابن فور تقصيره بما يعمل على تعديل سلوكه، دون أن يؤثر ذلك على نفسية الطفل.

فتصبح شخصيته متكاملة متزنة في معرفة الحقوق والواجبات.

آثار التربية المتوازنة على الأبناء:

  • الإقبال على الحياة وحب النجاح، مع القدرة على تحمل المسؤولية، والاستقلال الذاتي.
  • الثقة في المشاعر وحسن التعبير عنها.
  • تفهم المواقف وحسن التعامل معها.
  • التعبير عن الرغبات بحرية من غير خوف.
  • الاحترام المتبادل بين الأبناء والوالدين.

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية ليصلك كل جديد

اكتشف المزيد

القهوة في الكافيهات
التغذية

أنواع القهوة في الكافيهات

هناك العديد من أنواع القهوة التي تقدم في الكافهات. وربما لا يحب الكثير منا الذهاب إلى المقاهي؛ لأنه يجد صعوبة في الاختيار ما بين الماكياتو